أجد نفسي معاوداً الكتابة عن استعراض الإعاقة كميزة للوصول إلى رتبة المشاهير الذين (حاسوا) الدنيا.
ففي جيلنا، وما قبله لم تكن حساسية الإعاقة مانعة من تواجد الجميع في برحة الحارة، الكل يأتي: أعمى، أصنج، أعرج، مكسّح، خفيف الفهم، مجنون، صحيح، ذكي، غني، فقير، كبير، صغير كلنا نجتمع في مكان واحد، ونتبادل الحياة كما هي، ونكون من ذلك التجمُّع (سلطة خضار) نتناولها في كل فترات الليل والنهار؛ (سلطة) متعددة التنوع البشري: من أطفال، وشباب، ورجال، أصحاء، ومرضى، وكان ذوو الإعاقة هم الفئة التي تصمد إزاء ألسنتنا الحادة، وكل ذي إعاقة يتقبل كل أنواع السخرية حتى أن (جلده ينحس) ولا تعود إعاقته إلا ميزة له، ومع الأيام يتحول لسان المعاق إلى موس حاد غير مثلوم، الجميع يخشى تعليقاته، وسخريته.
ولم تكن هناك مسميات أو مصطلحات تطلق على ذوي الإعاقة، كل عاهة تذكر مجردة، وإن كان الكبار يستخدمون التورية، فيقال للأعمى مبصر، والأعور أبو عين كريمة، والمجنون خفيف عقل.. وكانت القاعدة (الكل يتقبّل الكل)، وبرع كثير من الأصدقاء ذوي الإعاقات لتجاوز إعاقاتهم وأصبحت شيئاً يذكر في المهن التي اتخذوها باباً للرزق، وإذا أبدع أحدهم، لا يسلم من السخرية حين نتحدث عن مهارته أو شطارته عندما نقول (كل ذي عاهة جبار).. ومع ظهور المصطلحات المتعددة لهذه الفئة ظل المصطلح المستحدث يشير إلى الإعاقة من غير أن تتزحزح عقولنا خارج مفهوم الإعاقة ذاتها.
وفي هذا الزمن المعنون بزمن التواصل الاجتماعي، أصبحت الإعاقة مصدر رزق حين يتحول المعاق إلى شخصية مشهورة يتابعه الآلاف أو الملايين، وهذا يعني أن المعاق ليس لديه حساسية من الإشارة إلى إعاقته، وهذا يؤكد أيضاً أننا نحن من ضخّم حساسية المعاق، وحوّلنا هذه الفئة إلى فئة نستدر بها السمعة الجيدة؛ كوننا نشفق عليهم، بينما تكون تلك الشفقة حاضرة أمام الكاميرا، ويظل ما في القلب في القلب.
الذي أغضبني أن بعض أهالي أو أصدقاء هذه الفئة أخذوا يتاجرون بالمعاقين ذوي الإعاقة الصعبة، من خلال لقطات تبث لكسب المتابعين.
وفي هذه الحالة يكون المُتاجِر بهذه الفئة هو المعاق أخلاقياً ونفسياً.
ومع مفاهيم السلم المقلوب، وحمى البحث عن المتابعين يتحول المعاق إلى تاجر يستعرض بإعاقته.. وبهذا تحولت برامج التواصل إلى حارة يجتمع فيها الكل بالكل، فالمعاق هو صحيح في زمن المتابعين المعوقين.
ففي جيلنا، وما قبله لم تكن حساسية الإعاقة مانعة من تواجد الجميع في برحة الحارة، الكل يأتي: أعمى، أصنج، أعرج، مكسّح، خفيف الفهم، مجنون، صحيح، ذكي، غني، فقير، كبير، صغير كلنا نجتمع في مكان واحد، ونتبادل الحياة كما هي، ونكون من ذلك التجمُّع (سلطة خضار) نتناولها في كل فترات الليل والنهار؛ (سلطة) متعددة التنوع البشري: من أطفال، وشباب، ورجال، أصحاء، ومرضى، وكان ذوو الإعاقة هم الفئة التي تصمد إزاء ألسنتنا الحادة، وكل ذي إعاقة يتقبل كل أنواع السخرية حتى أن (جلده ينحس) ولا تعود إعاقته إلا ميزة له، ومع الأيام يتحول لسان المعاق إلى موس حاد غير مثلوم، الجميع يخشى تعليقاته، وسخريته.
ولم تكن هناك مسميات أو مصطلحات تطلق على ذوي الإعاقة، كل عاهة تذكر مجردة، وإن كان الكبار يستخدمون التورية، فيقال للأعمى مبصر، والأعور أبو عين كريمة، والمجنون خفيف عقل.. وكانت القاعدة (الكل يتقبّل الكل)، وبرع كثير من الأصدقاء ذوي الإعاقات لتجاوز إعاقاتهم وأصبحت شيئاً يذكر في المهن التي اتخذوها باباً للرزق، وإذا أبدع أحدهم، لا يسلم من السخرية حين نتحدث عن مهارته أو شطارته عندما نقول (كل ذي عاهة جبار).. ومع ظهور المصطلحات المتعددة لهذه الفئة ظل المصطلح المستحدث يشير إلى الإعاقة من غير أن تتزحزح عقولنا خارج مفهوم الإعاقة ذاتها.
وفي هذا الزمن المعنون بزمن التواصل الاجتماعي، أصبحت الإعاقة مصدر رزق حين يتحول المعاق إلى شخصية مشهورة يتابعه الآلاف أو الملايين، وهذا يعني أن المعاق ليس لديه حساسية من الإشارة إلى إعاقته، وهذا يؤكد أيضاً أننا نحن من ضخّم حساسية المعاق، وحوّلنا هذه الفئة إلى فئة نستدر بها السمعة الجيدة؛ كوننا نشفق عليهم، بينما تكون تلك الشفقة حاضرة أمام الكاميرا، ويظل ما في القلب في القلب.
الذي أغضبني أن بعض أهالي أو أصدقاء هذه الفئة أخذوا يتاجرون بالمعاقين ذوي الإعاقة الصعبة، من خلال لقطات تبث لكسب المتابعين.
وفي هذه الحالة يكون المُتاجِر بهذه الفئة هو المعاق أخلاقياً ونفسياً.
ومع مفاهيم السلم المقلوب، وحمى البحث عن المتابعين يتحول المعاق إلى تاجر يستعرض بإعاقته.. وبهذا تحولت برامج التواصل إلى حارة يجتمع فيها الكل بالكل، فالمعاق هو صحيح في زمن المتابعين المعوقين.